قسوة القلب _ خطبة الجمعة المميزه للشيخ / وليد فصيح 3/1/2014
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
محب الشيخ وليد فصيح المدير العام
البلد : مصرالجنس : عدد المساهمات : 110
موضوع: قسوة القلب _ خطبة الجمعة المميزه للشيخ / وليد فصيح 3/1/2014 السبت يناير 04, 2014 8:59 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
(( قسوة القلب )) خطبة الجمعة الأولى فى شهر ربيع الاول لعام 1435 ، والاولى فى عام 2014 ، والاولى لنا فى الموقع الرسمي للشيخ / وليد فصيح - حفظه الله - تلك الخطبة الرائعه والمميزه التى كنت أود أن أسميها (( أنحمل قلوبا أم حجارة ، أو _ أولنا قلوبا نحن ، أو _ مرض القلب حتى مات )) ولكن الشيخ - حفظه الله _ سماها (( قسوة القلب )) ، تلك الخطبة التى بين لنا الشيخ فيها أننا جمعا مرضى بـمرض خطير جدا (( مرض قسوة القلب )) وحدد لنا اعراض هذا المرض وخطورته ، واسباب هذا المرض وكيفية علاجه وضرورة الأخذ بالدواء .. حقا إن الخطبة كلها درر تُبكي القلوب قبل العيون ، لاتتهاون فى إستماعها اكثر من مره وأسالك بالله أن تسمعها وحدك وتسمعها بإنصات .. لعل الله ينفعنا بها ويٌصلح فساد قلوبنا ويرزقنا قلوبا سليمه ..
وأنصح بالتحميل بصيغة الصوت لانه يكن أنقى وأصغر حجما ويمكن وضعها على الموبيل واستماعها اكثر من مره
انشروا الخطبه حفظكم الله وتذكروا ان الدال على الخير كفاعله وجزاكم الله خيرا ، ولا تنسونا من صالح دعائكم .. .
ali.chouaibi.5
البلد : تونس-سيدي بوزيدالجنس : عدد المساهمات : 2
موضوع: رد: قسوة القلب _ خطبة الجمعة المميزه للشيخ / وليد فصيح 3/1/2014 الإثنين يناير 06, 2014 1:14 pm
واليكم الخطبة كتابيا واعذروني ان جاء بها من خطأ أو نقصان وذاك على ما اجتهدت لتعم الفائدة وبالله التوفيق ..................................................................
فقد تناولنا في المجلس الماضي
حديث النّوّاس
الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم
والذي فيه
مثال
للإسلام
ومصداق ذلك من سنة النبي صلى الله عليه وسلم
حديث النعمان
الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه
ان الحلال بين وان الحرام بين وما بينهما أمور مشتبهات
لايعلمهنّا كثير من النّاس
فمن اتّقى الشّبهات فقد استبرئ بدينه وعرضه
ومن وقع في الشّبهات وقع في الحرام
كالرّاعي يرعى حول الحمم يوشك ان يقع أو أن ينقع فيه
ألى وان لكل ملك حمى ألا وان حمى الله محارمه
ثمّ ختم النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا الحديث
بقوله : ألا وان لفي الجسد لمضغة
اذا صلحت
صلح الجسد كلّه
واذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا وهي القلب
فصرع انتباهي ختام هذا الحديث
وكيف جعل النبي صلّى الله عليه وسلّم
مدار صلاح الجسد
من فساده على تلك المضغة
التي هي القلب
وجدت انّ ابن أبى رجب رحمه الله قد صنّف رسالة في ذمّ قسوة القلب
وكيف كان أسلافنا يعتنون بتلك المضغة
وكيف أنّنا أهملناها في ذلك الزّمان
حتّى صدق فينا قول القائل
ليتنا أحدنا يهتم بقلبه كما يهتمّ بنعله
أعزّكم الله
القلب
تلك المضغة
التي
هي القلب هذا هو ملك الجوارح
تلك المضغة التي أخبر الله عزّ وجل
أنّه لن ينجو يوم القيامة
وتأمّل في خطورة هذا الكلام
لن ينجو يوم القيامة
إلاّ من أتى الله بقلب سليم
قال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم
في دعائه في سورة الشّعراء
ولاتخزني يوم يبعثون
يوم لاينفع مال ولا بنون الاّ من أتى الله بقلب سليم
اذا هذه المضغة هذه العلقة
هذه القطعة بها نجاتك
ان جئت بقلب سليم يوم القيامة قد نجوت
وإلاّ كانت الأخرى
كذلك
هذا القلب
لن يصل الى الله احد الاّ بقلب سليم
قال ابن القيّم
رحمه الله تعالى
وقد أجمع الصّائغون الى الله تعالى
أنّ القلوب لاتعطى مناها حتّى تصل الى مولاها
ولن تصل الى مولاها حتّى تكون صحيحة سليمة
فأنت تسير الى الله عزّ وجل بقلبك لا ببدنك
ذلك القلب
الذي هو ملك الجوارح كما أسلفت
عليه مدار السّعادة والشّر
نسأل الله عزّ وجل أن يصلح قلوبنا
وأن يطهّر قلوبنا
اذا حال الأمر كذلك ؟؟
فالسّئوال الآن : هل نحن نحمل قلوبا سليمة ؟؟
اذا مات أحدنا الآن ينجو بذلك القلب ؟؟؟
أم أن الأمر بخلاف ذلك ؟؟
انّ الله عزّ وجلّ عاب على أقوام في القرآن
لقسوة قلوبهم
كما ذكر سبحانه مع قصّة بني إسرائيل مع موسى عليه السّلام
في أمر ذبح البقرة والقصّة مشهورة وكلّنا يحفظ الآيات
عقّب الله عزّ وجلّ عليها بقوله جلّ ذكره
ثمّا قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة
أو أشدّ قسوة
وتعهّد الله تعالى قوما قست قلوبهم
فقال : ويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله
ألائك في ضلال مبين
بل عاب الله عزّ وجلّ أصحاب محمّد
صلّى الله عليه وسلّم
قائلا : ألم يإن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق
ولايكونوا كاللّذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم
وكثير منهم فاسقون
قال ابن مسعود
ماكان بين نزول الآية واسلامنا الاّ أربع سنين
عاتبنا الله عزّ وجلّ فيها
عاتبهم الله عزّ وجل
بعد أربع سنوات من اسلامهم
وحذّرهم أن تقسو قلوبهم كما قست قلوب الأمم التي من قبلهم
اذا نحن الآن أيّها الإخوة أمام مرض
هذا المرض إسمه قسوة القلب
اسمه موت القلب
لكن ما أعراض هذا المرض ؟؟؟
لتقيس نفسك على تلك الأعراض هل أنت مصاب بهذا المرض ؟؟؟
أم أنّك تحمل قلبا سليما
وقبل أن أذكر لك بعض الأعراض
أقول لك
قس نفسك وأنت تسمع
على من سلف
قس نفسك على أجدادك
على أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسرير أصحابه
قص نفسك على تابعهم بإحسانك
ولا تقص نفسك على أهل الزّمان ولا أهل الدّنيا
فإنّنا تعلّمنا قاعدة عامّة تنفعنا في دين مولى الله
انّك في أمور دينك
أنضر الى من هو أعلى منك
بمعنى ان كنت تصلّي الصلوات الخمس جماعة في مسجد
فقل هناك من هو أفضل منّي يقوم الليل مثلا
اذا كنت تصوم الإثنين والخميس
قل هناك من هو أفضل مني يصوم يوما ويفطر يوما
قص نفسك دوما على امور دينك على الأعلى
وفي أمور الدّنيا ؟؟؟؟؟
أنضر الى من هو أسفل منك
لأن لاتزدري نعمة الله
فاذا كنت تأكل في اليوم ثلاث وجبات قل الحمد لله
هناك من يأكل وجبتين
وهناك من يأكل وجبة ويطوي الى الصّبح
لأنّه لايجد
اذا كان يأويك بيت
ولديك زوجة وأولاد
قل الحمد لله
هناك من لايأويه بيت
وهناك من لايملك أن يتزوّج
اللهم أرزق من لم يرزق بأولاد أولاد صالحين
يكون عونا لهم على دينهم
في أور الدين هذه قاعدة
أنضر الى ماهو أعلى منك
وفي أمور الدنيا
قص الى ما هو أدنى منك لكي لاتزدري نعمة الله
فقص نفسك بعد ان تسمع الأعراف
على من سلف
على اجدادنا من تابعي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتابعيهم باحسان
أوّل الأعراض
أوّل أعراض قسوة القلب
التّكاسل عن العبادات والطّاعات
تجد ذلك الذي يحمل قلبا قاسيا
قد يصلّي لكنّها صلاة بلا روح
يذكر صلاته ولا يدري كم صلّى من ركعات
ولا يدري مالذّي قال
ولا يدري لما دعى في سجوده ان دعى أصلا
هذا ان أداها ومنهم من لم يأديها
ومنهم من يجمعها
ذلك عقد أول
قص نفسك بأمر الصّلوات فقط
ودوما نضرب المثل بالصّلوات لأنها عبادة متكرّرة يوميّة
ولأنّها عمود الدّين
قص نفسك بعد أن ترى
ذلك الوصف
على من سبق
قس نفسك على عمر ابن عبد قيس
الذي اذا كان دخل بيته
تكلّم الأولاد
واذا دخل سكت الأولاد
واذا دخل في الصلاة
تكلّم الأولاد ان شاءوا
ذلك لأنّه لايشعر بأحدٍ وهو يصلّي
قص نفسك على رجل انهدم نصف المسجد وهو يصلّي
حتّى ضجّ النّاس في السّوق
ولم يخرج من صلاته
قص نفسك على من سقط على رأسه بيت الزّنابير
بيت النّحل
ولم يخرج من صلاته حتّى خرج ورأسه منتفخ هكذا
قس نفسك على عروة ابن مسعود
على عروة ابن الزّبير
الّذي بترت ساقه وهو يصلّي
ولم يقطع صلاته
قس نفسك على هاؤلاء
لتعلم حال قلبك
هذا العامل الأوّل
التّكاسل على العبادات والطّاعات
وان أدّاها
أدّاها بشكل لاوعي
عرض ثان من أعراض هذا المرض
عدم التّأثّر بالموت
ولا ذكر الآخرة
فترى أحدنا يذهب الى جنازة
قد يذهب اليها
وهو يحمل في يده دخانًا
والله عزّ وجل أكبر في كتابه أنّه حرّم علينا الخبائث
ولا يشك عاقل في أنّه خبث
تراه يتكلّم مع صاحبه في ذهابه وايابه
بل تراه يعود وكأن شيئ لم يكن
قس عن الحسن البصري
الّذي اذا كان ذهب الى جنازة
عاده يومه فلم يأكل ولم يشرب
تأثّرا بما رأى
من الموت والبلاء
قس نفسك على عثمان
الّذي كان يقف على القبر فتبتلّ لحيته من دموعه
فيقول القبر أوّل منازل الآخرة
فإذا نجا صاحبه فما بعده أيسر منه
من علامات قسوة القلب
وأعراض ذلك القلب
عدم التّأثّر بالآيات
ولا بالمواعظ
فتجد ذلك
قاس القلب عفاني الله وايّاكم
قد يسمع القرآن من أوّله لآخره
ولا تدمع عينه
ومن الممكن ان تدمع عينه لكنه استمع الى أغنية حزينة
يسمع ايات الله التي فيها ذكر الجنّة وذكر النّار وذكر هلاك الأمم
ولا يتأثّر قلبه
قس نفسك على من كان يسمع
سورة الطّور فلم يتحمّل حتّى غشي عليه
قس نفسك على علي ابن فضيل ابن عياض
رحمه الله وأبيه
الّذي تفطّر كبده لمّا سمع سورة الإنفطاروالزّلزلة
نحن أمام مرضٍ أيّها الإخوة هاته بعض أعراضها
وأضنّ أنّ الجميع يشكوا ذلك
فما أسباب تلك الأزمة
مالّذي جمّد الدّموع في أعيننا ؟؟
بحيث أنّ الواحد منّا يشتهي
أن تدمع عينه
قال أنس
أربعة من الشّقاء
جمود العين
وقساوة القلب
وطول الأمل والحرص على الدّنيا
جمود العين من الشّقاء
كان بعض أسلافنا
يزيد ابن هارون
بكّاءًا .. كثير البكاء حتّى قال له الطّبيب
أداوي لك عينيك شريطة أن لاتبكي
فقال لاخير في عين لاتبكي
هكذا كانوا
رحمهم الله ورضي عنهم
الآن أين الدّموع ؟؟؟؟؟؟
أين الدّموع خوفا من سوء الخاتمة ؟؟؟؟؟
أين الدّموع من اللاّحقة .. التي كتبت ؟؟؟؟
أنت مكتوب باسمك واسم أبيك أنّك شقيّ أم سعيد
أين الخوف من هاذه ؟؟؟
أين الخوف من الخاتمة ؟؟
أين الوجل من لقاء الله عزّ وجل ؟؟
كانوا يبكون لأجلهم
جمود العين
عدّه أسلافنا من الشّقاء
أوّل أسباب هذا المرض
كثرة الذّنوب والمعاصي
المتتالية
التّي تجعلو الضّال يعلو القلب
صحّ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال
اذا أذنب العبد ذنبا
نكت في قلبه نكتة سوداء
تخيّل هذا الحديث
تخيله
تخيّل القلب وأذنب صاحبه ذنبا
نضر ونضرة . ضيّع صلاة . أكل ما رشوة . عقّر بدين . قطع رحما
أيّ معصية
تكنت نكتة سوداء في القلب
فان تاب ونزغ واستغفر
صقل قلبه
يعني عاد كما كان نضيفا
ان عاد ونزغ واستغفر
صقل قلبه عاد كما كان
يعني سليما نضيفا
فان عاد الى الذنب
عادت تلك النكتة السوداء
حتّى تنتشر في قلبه
حتّى تعلو قلبه
قال النبي صلّى الله عليه وسلّم
فذلك الرّان الذي قراء سورة تعالى ثمّا قرء
كلاّ بل رانّ على قلوبهم ماكانو يكسبون
ذنب على ذنب على ذنب
يقسّ القلب
قال ابن المبارك
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلوب
ويتبِعُها الذلَّ إدمانُها
وتركُ الذنوب حياةُ القلوبِ
وخيرٌ لنفسكَ عصيانُها
أوّل الأسباب .. كثرة الذّنوب
لأجل هذا أوّ المصيبات لتلك القسوة
أن تكف عن الذنوب والمعاصي
كما سمعتم في الخطبة الماضية
الذنوب أيها الإخوة هي
قراب القافلة
هي الّتي تسببت في هلاك كل الأمم الماضية
الذنوب والمعاصي سبب لكل الشّقاوة في هذه الدّنيا
قال رجل للحسن
أعدتّ طهوري
يعني أعدتّ ماءًا لأتوضّئ به
وتجهّزت للقيام
ولم يقم الاّ عند صلاة الصّبح
مالّذي منعه ؟؟؟؟
قال له الحسن : قيّدتك ذنوبك
اذا هي قيد
كأنّها تكتّف سيّده
كأنّها
تعوقه عن كلّ عمل صالح
كثرة الذّنوب أوّل الأسباب
نسأل الله عزّ وجل أن يتوب علينا وأن يتوب عن كل مسلمٍ عاصٍ
من أسباب قسوة القلب
الإكثار من الفضول
ومعنى كلمة الفضول أي الإكثار من الشّئ
يعني فضول الأكل
فضول الشّرب
يقصّي القلب
قد تجد انسانًا يأكل فوق الطّاقة
بما لايستطيع به أن يتحرّك بعد هذا
وهذا خلاف ما نحن عليه كمسلمين
نحن قوم لانأكل حتّى نجوع واذا أكلنا لانشبع
يعني كل من الطّعام لما أنت تشتهيه
لكن كم من لقمة
حرّمت قيام ليلة
وكم من لقمة ضيّعت على صاحبها صلاة الصّبح في جماعة
لأجل لقمة ؟؟؟؟؟؟؟
لاسيّما ان كانت في شبهة
لاسيّما ان كانت في الحرام
هذه أولى أن تقص قد بل تميت
عياذا بالله من أجل الخرام
فضول الأكل وفضول الشرب
فضول النوم
يقسّي القلب
فضول الكلام
فضول الكلام
كثرة الكلام في غير ذكر الله يقسّي القلب
وأبعد القلوب عن الله القلب القاس
كثرة الضّحك
تميت القلب
الفضول من كلّ شئ
لأجل هذا
كان علينا أن نأخذ من الدّنيا ما يكفينا
ودعك من أي فضول
أيّ ثيابة على ما يكفيك
لاتأخذ منه
لاتقبله
تصدّق به
بل لك ذخرا عند الله عزّ وجل
أمّا أن ترضى من الفضول
كان ذلك وبالا على ذلك القلب
من أسباب قسوة القلب
الرّكون الى الدّنيا
وأصحابها
حينما يختلط كثيرنا بأهل الدّنيا
يعود ذلك بالسّوء على قلبه
حين يخالطهم
ويفرط .. أيظا الإفراط من الفضول
يعود ذلك بالسّوء على قلبه
بل تسبّبت هذه المخالطة
في أن يموت أبو طالب
كافرًا والعياذ بالله
أبو طالب عمّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم
فلّمّا حضرته الوفاة
قام الرّسول عنده وقال ياعمّي
قل لااله الاّ الله
كلمة
أشفع لك بها عند الله
وعن يمينه وعن شماله
أبي جهل وعبد الله ابن ابي عمير
يقولان له أترغب عن ملّة ابائك وأجدادك ؟؟؟
أنضر الى مخاطبة الناّس كيف تفعل بأصحابها
ينضر الى النّبي صلّى الله عليه وسلّم
وينضر إليهما
فيكون آخر ما يقظي عليه
أنّه يقول انه على ملة آبائه وأجداه
فيخرج النّبيّ محزونًا
يقول لأستغفرنّ لك ما لم تدمع عين
فتنزل الآيات
ما كان للنبي ولا المؤمنين أن يستغفروا للذين ماتوا على الشرك والكفر،
ولو كانوا أولي قربى
ابن القيّم يعلّق على هذا الكلام ويقول
وهل أفسد النّاس الاّ النّاس ؟؟؟
وهل كان أبر على أبي طالب عند موته من هاؤلاء ؟؟؟؟
لذلك كلام النّاس مخّار القلوب يفسد القلب
اعتزل النّاس ما استطعت الاّ في الخير
الاّ في الجمع والجماعت وشهود الجنازات
أمّا غير هذه
فأنت أنت وحودك وحدك
تموت وحدك
وتحاسب وحدك و تبعث وحدك
لن ينفعك أحد
لاتخالط النّاس الاّ في الخير
فأمّا في غير ذلك
فأنت وربّك وحدك
ايّاك أن تركن الى أحدٍ من أهل الدّنيا
فان الدنّيا كما قال النّبي صلّى الله عليه وسلّم ملعونة
ملعون كلّ مافيها الاّ ذكر الله
وعالم ومتعلم
نسال الله عز وجل
أن ينجينا وايّاكم
وأن يرزقنا وايّاكم قلبا سليما
انه ولي ذلك وهو القادر عليه
أقول قولي هذا وأستغفر الله
.............
اللهمّ صلّ على محمد وعلى ال محمد كما صلّيت على ابراهيم وعلى ال
ابراهيم انك حميد مجيد
أسباب القسوة كثيرة
لكنّ الوقت يلاحقنا ولا أود أن أطيل عليكم
مالّذي نستحلصه من هذه القسوة
اذا كنّا أمام مرض
أخذنا شئ من فضائله وأعراضه
وشيئا من أسبابه
كيف تزال تلك القسوة على القلب؟؟؟
قال ابراهيم الخوّاص أحد علماء أهل السنة والجماعة
دواء القلب في خمسة أشياء
هذا القلب القاس المريض الميت دواءه في خمسة أشياء
خلاء البطن
وقراءة القرآن بالتفكر بالتدبر
وقيام الليل
والتضرّع عند السحر
ومجالسة الصّالحين
هذا دواء
دواء لذلك القلب
لكن من الذي يأخذ من ذاك الدّواء ؟؟؟؟
لن يأخذ الدواء الاّ من يشعر بالمرض
لن يأخذ الدواء الاّ من يشعر بالمرض
الاّ لمن يتعلّق قلبه بتلك القسوة
في كلّ ليلة
الله عزّ وجل ينزل الى السماء الدنيا نزولا يليق بذلك
يقول هل من مستغفر فأغفر له ؟؟
هل من داع فأجيبه ؟؟
هل من سائل هل من كذا هل من كذا
حتّى يطلع الفجر
أين أصحاب الحاجات ؟؟؟
أين الذين يذهبون الى أهل الدنيا يمنة ويسرة ؟؟
يكنت صاحب الحاجة
ان كنت أن تقضى حاجتك
فالباب مفتوح
في كل ليلة
في الثلث الأخير من الليلة
فربك يناديك
ربك يناديك
يقول هل من سائل ؟؟؟
هل من مستغفر ؟؟؟
والله لو أنّ لنا قلوبا حيّة
تعي ذاك النداء لطارت فرحا وطمعا بلقاء الله عزّ وجل
في انتصاف الليل في ضلمة الليل
وفي تلاوة آياته الكريمة سبحانه وتعالى
أول معاد لذلك القلب
قيام الليل
تستطيع قيام الليل
أنت تأدي هذا بالتفكر
وتستطيع بعد القيام
الذي قال عنه أهل العلم
زرع وجني
قيام الليل
كالذي يزرع يزرع يزرع
ثمّا يجلس في آخر عشر دقائق قبل الآذان
يستغفر
ويدعو
فإذ بالدموع تغمر وجهه
ذلك الحصاد الذي حصده من قيامه
اللهم ارزقنا القيام بين يديك
ولاتحرمنا بذنوبنا انّك أنت الجواد الكريم
زرع وجني
يجلس ليتضرّع عند السحر
قل : ياربّي كان لي قلبا ضاع مني في تقلّبه
قل اللهمّا ارزقني قلبا سليما
قل اللهم ارزقني قلبا حيّا أحيي به كلامك
سل الله عزّ وجل
سل الله عزّ وجل أن يهبك ذلك
نسأل الله أن يرزقنا وايّاكم من فضله
ومجالسة الصّالحين
تلك التي تمناها عمر رضي الله عنه
قبل أن يموت
تلك التي تأسف عليها الصّالحون
مجالسة الصّالحين من أمثالكم
من أهم لزيالة القسوة
الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة
فان ذلك يقصّر الأمل
والبعض من الناس كان يسمع
الإكثار من ذكر الموت
يقول سودتم علينا معيشتنا
ونكّدتم علينا ... أعراضو ايه السحر ده ؟؟
أعبد الدنيا كما شئت
عش فيها كما شئت
اكنز الأموال كما شئت
ابني العمارات واملك الأراضي واشتري كما شئت
لكن ليكن كل هذا في يديك
وليس في قلبك
قيل للإمام أحمد
أيكون الرجل غنيّا ويكون زاهدا ؟؟
قال نعم
بشرط أن لايفرح ان زاد ماله
ولا يحزن اذا نقص
عندما حدث في الورصة الماضية ماحدث
ونزلت السعار
بعض الناس أصابتها جلطة أليس هذا بصحيح ؟؟
أصابتهم جلطة والبعض منهم مات
هذا الذي مات بسبب ما حصل للبورصة
المال في يده أم في قلبه ؟؟؟؟؟
المال في قلبه
لو كان المال في يده
لعلم أنه المستخلف في هذا المال
لعلم أنه عالية مستبدة تزول عن قريب
اجمع الأموال كما شئت
واعبد الدّنيا لكن
ليكن ذلك في يدك
ولكن
أدّ حقّها وأدّ شكرها وافعل ما شئت
طالما أن ذلك المال
يكون في طاعة الله عز وجل
فبعض الناس حينما يسمع عن ذكر الموت
يضن أن الدنا الفضت
لالم تلفظ
لكن اجعله منك على بال
الموت اقرب الى احدنا من شراك نعله
وأنتم تعلمون أنا أعلم
أحوالا كثيرة لأناس ماتوا فجأة
كنّا نمثّل ان سانا من أيّام
دخلنا عليه صباحا الرجل مات نائما
دخلنا عليه في غرفة نومه
بجواره
هاتفه المحمول
ومفاتيحه الشخصية
وعلبة السجائر
والمال الذي كان في جيبه
هذا حصل لرجل نام
على أمل ان يستيقظ في الصباح ليستأنف يوما جديدا أليس كذلك ؟؟
فقطع الموت ذلك الأمل
انك لاتدري متى تأتيك السّاعة
متى تقوم قيامتك التي هي موتك
عبارة عن موت اذى اتت فقد قامت القيامة بالنسبة اليك
اذا كان لزاما أن تستعد
بالتفكر من ذلك الموقف
حينما تقول أكثروا من هادم اللذات
نعم البعض سيقول كلّنا سنموت .. ليس الأمر كذلك
أنا أريدك أن تكثر من ذكر الموت على التفصيل
وليس على الإجمال
بمعنى
وأقترح عليكم
أن يشتر كل واحد منّا كفن من ماله
اشتري كفنا
كما تشتري قميصا ، كما تشتري ما تشتري
اشتري كفنا من مالك
واجعله في خزانتك الشخصي
وحينما تفتح وتغلق تنضر اليه
أتاني يوما ما سأكون في ذلك الكفن
وساعتها
لن تواتيك نفسك على معصية
لأنك تعلم
أنك يوما ما ستدرج في هذا
ويا حبّذا لو جلست وتأملته وتفكرت طويلا
مالّذي بعده
ساعتها ستعلم
أن الزوجة والأولاد
هاؤلاء الذين تعمل لأجلهم في الدنيا ليل نهار
وتضيّع صلاة الصبح في جماعة لن ينفعوك
ساعتها تعلم أن الزوجة والأولاد والأهل
الذين ترتشي أو تأكل حراما أو تأكل شبهة
أو تضيع حق الله من أجلهم
لن ينفعوك
حين تنضر الى ذلك الكفن
تعتبر بما سيكون
الإكثار من ذكر الموت
وزيارة القبور أيظا تقطع عنك الآمال
وزيارة القبور أقول لك
زرها وحدك أيظا
نحن نزور القبور خطأ
نذهب الى القبور مع الجنازة
ان لم يكن هناك جازة فلا زيارة
لأ
أنا أريدك أن تزور القبور
وحدك
أتيت القبور فناديتها .. أين المعظّم والمحتقر
وأين المدل بسلطانه .. وأين المزكى إذا ما افتخر
فسمع صوتا يقول
تفانوا جميعا فما مخبر .. وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا .. أما لك فيما ترى معتبر
زر القبور فإنها تذكر بالآخرة
وتأمل ايظا نفسك وحدك
يوما ما
قد يكون اليوم قد يكون غدا الله اعلم
لكننا جميعا نعلم
ان كل نفس ذائقة الموت
مزيلات قسوة القلب كثيرة لكن المقام لها لايتسع
خذ بالأسباب واعمل من الآن
لتصلح ذالك القلب
الذي كما سمعت
لن تنجو غدا
الاّ بقلب سليم بين يدي الله عز وجل
.................
اللهم يا أرحم الراحمين
ياذا الجلال والإكرام
ياحي يا قيوم
ارزقنا قلوبا صالحة سليمة
اصلح ما فسد من قلوبنا
اللهم اصلح ما افسد قلوبنا
اللهم طهر قلوبنا
اللهم طهر قلوبنا
اللهم استر عيوبنا
اللهم اغفر ذنوبنا
اللهم اجبر كسرنا
اللهم تولّ امرنا
اللهم احسن خلاصنا
اللهم اختم بالباقيات الصالحات اعمالنا
اللهم بلغنا مايرضيك من امالنا
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله
دقّه وجلّه
أوّله وآخره
علانيّنته وسرّه
اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما
واجعل تفرّقنا من بعده معصوما
ولا تجعل منّا ولا فينا ولا بيننا ولاحولنا شقيّا ولا محروما
ربّنا لاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة
انّك أنت الوهّاب
ربّنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النّار
اللهم إشفي مرضى المسلمين
وارحم موتى المسلمين
وردّ الغائبين إلى أهليهم سالمين
وفرّج كرب المكروبين
ونفّس همّ المهمومين
واقضي الدّين عن المدينين
اللهم اغفر لنا جدّنا وهزلنا
وخطأنا وعمدنا
وكلّ ذلك عدنا
قسوة القلب _ خطبة الجمعة المميزه للشيخ / وليد فصيح 3/1/2014